سحر جزيرة مالطا

ما يميز مالطا موقعها الجغرافي الإستراتيجي الفريد، فهي تتوسط البحر الأبيض المتوسط، وتقع
 جنوب جزيرة صقلية والتي تبعد عنها 93كم2، بينما تبعد عن الساحل الليبي 230كم2 ، ومالطا
ليست جزيرة واحدة، وإنما أرخبيل مكون من خمس جزر، منهم ثلاث جزر مأهولون لا تتجاوز
مساحتهم 316كم2 وهى جزيرة مالطا ومساحتها 236كم2، وجزيرة جوزو ومساحتها 76كم2
وجزيرة كومينديو ومساحتها 2.7كم2 فقط . 

وبرغم ضيق مساحة مالطا إلا أنها كانت محط أطماع القوى الاستعمارية، وذلك نظراً لموقعها
الإستراتيجي العسكري في قلب المتوسط، والذي يسمح في أن تتحكم أي دولة تسيطر عليه في
الطرق البحرية التي تقطع المتوسط من مضيق جبل طارق غرباً، وحتى خليج البسفور، ومدخل
قناة السويس شرقاً فقد أصبح هذا الموقع وبالا عليها منذ عهود سحيقة فلم تعرف السكينة خلال
حقباتها التاريخية بسبب الغزوات المتتالية من القوى العظمى· فقد كانت مالطا منذ أكثر من سبعة
آلاف سنة ملجأ أميناً للبحارة الذين كانوا يقصدونها من جزيرة سيسيلي الإيطالية القريبة منها . 

تعاني مالطا من نقص مياه الشرب حيث لا توجد أنهار لديها، كما أن الأمطار شحيحة، لذلك فهي
تعتمد في الحصول على الماء العذب عن طريق تحلية مياه البحر، واستيراد المياه العذبة المعبأة،

ويتشكل %90 من الشعب المالطي من خليط أوروبي وشمال إفريقي، أما الـ %10 الباقية فتتشكل
من الإيطاليين والبريطانيين المقيمين ، والملامح العربية واضحة جداً على قسمات سكان مالطا،
 وعلى النساء بصفة خاصة، والكلمات العربية تشكل أكثر من %40 من اللغة المالطية، التي
تتكون أساساً من مزيج من اللغات العربية، والإنجليزية والفرنسية، بينما نجد أن أغلب الكلمات
الإيطالية في اللغة المالطية تختص بأنواع الطعام ويعتنق %98 من المالطيين الكاثوليكية، ويوجد
في مالطا 360 كاتدرائية وكنيسة وهي تعتبر تحفاً فنية معمارية وسكان مالطا هم أول معتنقي
المسيحية في أوروبا 

تشكل السياحة والصناعة الخفيفة العمود الفقري للاقتصاد المالطي، فهي تشتهر بصناعة النسيج
والحلى والمجوهرات من الفضة والذهب والفخار والزجاج المنفوخ، والتحف اليدوية التي يتفنن
المالطيون في تشكيلها· ومن أهم صناعاتها بناء السفن، هذا وتشتهر مالطا أيضاً بزراعة الطماطم
والبطاطس والخضر والفواكه والأزهار ،وتعتبر مالطا حقلا فسيحا لمحبي رياضات الماء، سواء
لهواه التزلج فوق الماء، أو السياحة، أو الغطس وأغلب السياح يقصدونها من أجل مناظرها
الطبيعية الخلابة، وطلبا للشمس والرمال والشواطئ الجبلية بالإضافة إلى السياحة الأثرية، حيث
يلتقي في مالطة التاريخ مع أحدث مظاهر السياحة العالمية، فتلتقي فيها أوروبا مع إفريقيا وبلاد
العرب، فهي مزدحمة بآثار الأحداث التاريخية، والسمات العربية مازالت هي الغالبة على الشعب
المالطي مثل الكرم والألفة .

ويوجد في مالطا مسجد البركة الحديث، فلا ننسى أن مالطا كانت
 في يوم ما جزءا من الحضارة العربية الإسلامية .

تعتبر العاصمة فاليتا، نقطة انطلاق لاستشكاف الجزر الصغيرة
 المتناثرة على جسد أرخبيل مالطا ، ومساحة فاليتا لا تتجاوز
الكيلومترين وتطل على ميناء إلى الغرب . 

ليست هناك تعليقات